![]() |
الفنان المسرحي عبد الإله عاجل |
الوقائـع بريـس
مع السيناريست محمد نجدي: عبد الإله عاجل .. المسكون
بإبداع يكاد أن يدمره
عبد
الإله عاجل مبدع كبير، متيم بمسرح كما حلم به، وليس كما نظر له ( بضم النون )، أو
كما أردوه لنا أن يكون ، حاول وناضل ليحقق هذا الحلم، فحقق الجزء القليل، ليتيه
بعد ذلك ويراوغ بين مسرح الحي ومسرح الكاف.
انتصر في الجولة الأولى، فكانت فرقة مسرح الحي
سيدة الشباك، بلا دعم إلا دعم الجمهور من طنجة إلى لكويرة، وانتصر مرة ثانية عندما
بصم وباحترافية كبيرة ليجعل من فرقة مسرح الكاف إضافة، كان لابد منها، لتأسيس مسرح
حقيقي واستمرار لما أسس له الكبير الطيب الصديقي.
ورغم هذا الانتصار فالرجل لازال مسكونا بما هو
أهم، مسكون بإبداع يكاد يدمره، لأن قنوات تصريفه مخنوقة بل ومحاصرة، حصار يعبد
الطريق لكل ما هو تافه، تفاهة متوجة بجوائز تمنحها مصداقية في مهرجانات مغلفة
بمصالح وبعلاقات فنية غير شرعية، التي تحاول أن تزين واجهة المسرح المغربي، أما ما
خفي فهناك يكمن إبليس الذي يقتل كل إبداع حقيقي.
عبد
الإله عاجل كما أعرفه، لا يحتج ولا يصرخ ولا ينهي عن منكر مسرح نعيشه، فقط يتحايل
وأحيانا يتغابى، وهو الأستاذ المتمكن من أذوات إبداعية القليل من يعرف خباياها،
لكي لا يجهض مشروعه، فله أمل أن يرى النور، فالرجل متفائل وله ثقة كبيرة في الغد ،
رغم أنني لا أعرف من أين أتى بهذه الثقة.
الآن
وهنا.. عبد الإله لكي يستمر يؤجل كل أحلامه ويؤجل كل إبداع وينخرط في منظومة الخبز
أولا، رغم أنه خبز مر كالعلقم، لكن على الأقل يضمن له الوقوف حتى يأتي الغد الذي
يؤمن به.
ومع ذلك أنا متأكد أن التاريخ لن يخذله، وسيخلده
مع الكبار.
مع السيناريست
محمد نجدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق